بحرق داره.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : «والله ما بايع عليّ عليهالسلام حتّى رأى الدخّان قد دخل عليه بيته» (١).
وأنّه عليهالسلام كان يقول في ذلك اليوم لمّا أُكره على البيعة : ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢) ويردّد ذلك ويكرّره.
نفهم من كلّ هذا أنّ الإمام عليهالسلام لم يبايع عن رضاً واختيار ، وأنّه كان مكرهاً على ذلك ، والبيعة بالإكراه لا تعطي أيّ شرعيّة لخلافة أبي بكر.
بيعة الناس لأمير المؤمنين عليهالسلام
س : سؤالي هو عن خطبة وجدتها في كتاب نهج البلاغة ، يقول الإمام عليّ عليهالسلام بالشورى ، هي :
«ومن كتاب له عليهالسلام إلى معاوية : إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأنصار ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رِضىً ، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْن أَوْ بِدْعَة رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ منه ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى.
وَلَعَمْرِي ، يَا مُعَاوِيَةُ ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ ، وَلَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَة عَنْهُ ، إلّا أَنْ تَتَجَنَّى ; فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ! وَالسَّلاَمُ» (٣).
__________________
١ ـ الكنى والألقاب ١ / ٣٨٧ ، الشافي في الإمامة ٣ / ٢٤١.
٢ ـ الأعراف : ١٥٠.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٥ / ٧٨.