هذا عليّ بن أبي طالب
لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ
بعدي ، يا أُمّ سلمة ، هذا عليّ أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ، ووعاء علمي ،
ووصييّ ، وبابي الذي أُوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ، ومعي في المقام الأعلى ،
يقتل القاسطين والناكثين والمارقين.
وفي هذا الحديث دلالة على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وعد عليّاً بقتل
هؤلاء الطوائف الثلاث ، وقول الرسول صلىاللهعليهوآله
حقّ ، ووعده صدق ، وقد أمر صلىاللهعليهوآله
عليّاً بقتالهم.
روى ذلك أبو أيوب عنه ، وأخبر أنّه قاتل
المشركين والناكثين والقاسطين ، وأنّه سيقاتل المارقين» .
١٢ ـ وروى بإسناده عن مخنف
بن سليم قال : «أتينا أبا أيوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له. قال : فقلنا عنده ،
فقلت له : يا أبا أيوب ، قاتلت المشركين مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ جئت تقاتل
المسلمين؟
قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني بقتال ثلاثة ؛
الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين ، وأنا مقاتل إن شاء
الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات ، وما أدري أين هو؟» .
١٣ ـ روى محمّد بن طلحة
الشافعي بإسناده عن ابن مسعود قال : «خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأتى منزل أُمّ سلمة ، فجاء عليّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا أُمّ سلمة ، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي.
فالنبيّ ذكر في هذا الحديث فرقاً ثلاثة
، صرّح بأنّ عليّاً يُقاتلهم بعده ، وهم الناكثون والقاسطون والمارقون ، وهذه
الصفات التي ذكرها صلىاللهعليهوآله
قد سمّاهم بها ، مشيراً إلى أنّ
__________________