الدخان) ، والعلماء التجريبيون يقولون : غلالة من التراب. والقرآن يقول : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) [فصلت : ١١].
والتجربة تؤكد أن هذا الجرم عالى الكثافة ، إذا انفجر فلا بد وأن يتحول إلى غلالة من الدخان.
والتعريف العلمى للدخان : أنه جسم أغلبه غاز ، به بعض الجسيمات الصلبة ، له شىء من السواد أو الدكنة وله شىء من الحرارة.
والآية تشير إلى ذلك بقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) [فصلت : ١١] وهنا يتبادر سؤال : هل الأرض والسموات قادرة على النطق فتجيب الحق تبارك وتعالى (أَتَيْنا طائِعِينَ) أم أن هذا رمزية مجازية؟
على أى حال علماء الفلك يقولون : إن الذى يتحكم فى سلوك الجرم السماوى (بعد إرادة الله تعالى) هو كتلة المادة والطاقة المتجمعة فيه ، فالذى يجعل الأرض كوكبا باردا له غلاف غازى وله غلاف مائى وصالح للحياة الأرضية التى نعرفها هو الكتلة.
والذى يجعل القمر تابعا صغيرا ليس له غلاف غازى وليس له غلاف مائى وغير صالح للحياة المشابهة للحياة الأرضية هو أيضا الكتلة.
والذى يجعل الشمس نجما متوهجا مضيئا بذاته ، تتم فى داخله عمليات الاندماج النووى فيظل متوهجا لملايين السنين هو الكتلة.
والكتلة بمعنى كم المادة والطاقة التى انفصل بها الجرم السماوى من غلالة الدخان الكونى ، فتكثف على ذاته بفعل الجاذبية والسؤال الذى يطرح نفسه من الذى قدر تلك الكتل؟ والجواب المنطقى على