هذا النوع من الآلهة يعتمد على تجميد الواقع وتحويل ظروفه النسبية الى ظروف مطلقة ، لكي لا تستطيع الجماعة البشرية ان تتجاوز الواقع وان ترتفع بطموحاتها عن هذا الواقع.
تبني هذا النوع من المثل العليا له أحد سببين :
السبب الاول الالفة والعادة والخمول والضياع ، هذا سبب نفسي ، الألفة والخمول والضياع سبب نفسي اذا انتشرت هذه الحالة النفسية : حالة الخمول والركود والالفة والضياع في قوم ، في مجتمع حينئذ يتجمد ذلك المجتمع ، لانه سوف يصنع إلهه من واقعه ، سوف يحول هذا الواقع النسبي المحدود الذي يعيشه الى حقيقة مطلقة ، الى مثل اعلى الى هدف لا يرى وراءه شيئا.
وهذا في الحقيقة هو ما عرضه القرآن الكريم في كثير من الآيات التي تحدثت عن المجتمعات التي واجهت الانبياء حينما جاء الأنبياء الى تلك المجتمعات بمثل عليا حقيقة ترتفع عن الواقع وتريد ان تحرك هذا الواقع وتنتزعه من حدوده النسبية الى وضع آخر ، واجه هؤلاء الانبياء مجتمعات سادتها حالة الالفة والعادة والتميع فكان هذا