والمألكة ، ومنه قالت الشعراء : ألكني. أي أرسلني. وبمعنى كن رسولي ، واحدهم ملك ـ بترك الهمزة ـ لكثرة ما يجري في الكلام ، والهمزة في الجمع مؤخرة لأنهم رسل الله.
* * *
٥ ـ و (إبليس) فيه قولان : قال أبو عبيدة : هو اسم أعجمي ولذلك لا يصرف. وقال غيره : «إفعيل» من أبلس الرجل إذا يئس. قال الله جل ثناؤه : (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) [سورة الأنعام آية : ٤٤] ، أي : يائسون. [كذلك قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه] ، قال : ولما لعنه الله وغضب عليه أبلس من رحمته أي : يئس [منها] فسماه [الله عزوجل] إبليس. وكان اسمه عزازيل.
قال : ولم يصرف لأنه لا سميّ له فاستثقل.
* * *
٦ ـ و (الشَّيْطانُ) تقديره فيعال. والنون من نفس الحرف. كأنه من شطن أي : بعد. ومنه يقال شطنت داره [أي : بعدت] وقذفته نوى [شطون] أي : بعيدة. وشياطين الجن : مردتهم. وكذلك شياطين الإنس : مردتهم [أيضا].
كأن المارد منهم يخرج عن جملتهم ويبعد [منهم] لتمرده. ومثله قولهم : شاطر وشطّار. لأنهم كانوا يبعدون عن منازلهم. فسمّي بذلك كلّ من فعل مثل فعلهم وإن لم يعزب عن أهله. قال طرفة :
* ... في القوم الشّطر*
أي : البعداء.
والدليل على أن النون من شيطان من نفس الحرف قول أمية بن أبي