كما زيدت في غضبان ، وعطشان (١) ، وفي البخاريّ : الرّبّانيّ الذي يربّى الناس بصغار العلم قبل كباره.
قال ع (٢) : فجملة ما يقال في الرّبّانيّ : أنه العالم بالرّبّ والشرع ، المصيب في التقدير من الأقوال والأفعال الّتي يحاولها في النّاس ، وقوله : (بِما كُنْتُمْ) : معناه : بسبب كونكم عالمين دارسين ، ف «ما» : مصدرية ، وأسند أبو عمر بن عبد البرّ في كتاب «فضل العلم» ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : العلم علمان ، علم في القلب ، فذلك العلم النّافع ، وعلم في اللسان ، فذلك حجّة الله (عزوجل) على ابن آدم (٣) ، ومن حديث ابن وهب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هلاك أمّتي عالم فاجر ، وعابد جاهل ، وشرّ الشّرار جبّار العلماء ، وخير الخيار خيار العلماء» (٤). ا ه.
__________________
(١) والربّانيّون جمع ربّانيّ ، وفيه قولان :
أحدهما : أنه منسوب إلى الرّبّ ، والألف والنون فيه زائدتان في النسب دلالة على المبالغة ، كرقباني ، وشعراني ، ولحياني للغليظ الرقبة ، والكثير الشعر ، والطويل اللحية ، ولا تفرد هذه الزيادة عن النسب ، أمّا إذا نسبوا إلى الرقبة ، والشعر ، واللحية من غير مبالغة قالوا : رقبي وشعري ولحوي ، هذا معنى قول سيبويه.
والثاني : أنه منسوب إلى ربّان ، والربّان هو المعلّم للخير ومن يسوس الناس ويعرّفهم أمر دينهم ، فالألف والنون دالّتان على زيادة الوصف كهي في عطشان ، وريّان ، وجوعان ، ووسنان ، وتكون النسبة على هذا في الوصف نحو أحمريّ ، قال :
أطربا وأنت قنّسريّ |
|
والدّهر بالإنسان دوّاريّ |
وقال سيبويه : «زادوا ألفا ونونا في الرّباني أرادوا تخصيصا بعلم الرب دون غيره من العلوم ، وهذا كما قالوا : شعراني ، ولحياني ، ورقباني» وفي التفسير : «كونوا فقهاء علماء» ، ولمّا مات ابن عباس قال محمد ابن الحنفية : «مات اليوم ربّانيّ هذه الأمة».
ينظر : «الكتاب» (٢ / ٨٩) و «الدر المصون» (٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٤٦٢)
(٣) أخرجه الدارمي (١ / ١٠٢) ، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٣ / ٢٣٥) ، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١١٥٠) ، عن الحسن عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم مرسلا.
وأخرجه الخطيب (٤ / ٣٤٦) ، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» رقم (٨٨). من طريق الحسن عن جابر مرفوعا.
وأخرجه ابن الجوزي في «العلل» (٨٩) ، من طريق أبي الصلت الهروي ، عن يوسف بن عطية الصفار ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس مرفوعا.
والحديث ضعيف.
(٤) ذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١١٦٢) من حديث ابن وهب عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم.