بالنّهار» (١) ؛ وقال السّدّيّ وقتادة (٢) ، وقال بعض المفسّرين : حفظة يحفظون الإنسان من كلّ شيء ؛ حتى يأتي أجله ، والأول أظهر.
وقرأ (٣) حمزة وحده : «توفّاه».
وقوله تعالى : (رُسُلُنا) : يريد به ؛ على ما ذكر ابن عباس ، وجميع أهل التأويل : ملائكة مقترنين بملك الموت ، يعاونونه ويأتمرون له (٤) ، (ثُمَّ رُدُّوا) ، أي : العباد ، (إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ) ، وقوله : (الْحَقِ) : نعت ل (مَوْلاهُمُ) ، ومعناه : الذي ليس / بباطل ، ولا مجاز ، (أَلا لَهُ الْحُكْمُ) : كلام مضمّنه التنبيه ، وهزّ النفوس ، (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) : قيل لعليّ (رضي الله عنه) : كيف يحاسب الله العباد في يوم واحد؟! قال : كما يرزقهم في الدّنيا في يوم واحد» (٥).
وقوله تعالى : (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ...) الآية : هذا تماد في توبيخ العادلين بالله الأوثان ، وتركهم عبادة الرّحمن الذي ينجي من الهلكات ، ويلجأ إليه في الشّدائد ، ودفع الملمّات ، و (ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) : يريد بها شدائدهما ، فهو لفظ عامّ يستغرق ما كان من الشدائد ؛ بظلمة حقيقية ، وما كان بغير ظلمة ، والعرب تقول : عام أسود ، ويوم مظلم ، ويوم ذو كواكب ، يريدون به الشّدّة ، قال قتادة وغيره : المعنى : من كرب البرّ والبحر ، وتدعونه : في موضع الحال ، والتّضرّع : صفة بادية على الإنسان ، وخفية : معناه : الاختفاء (٦) ، وقرأ عاصم (٧) في رواية أبي بكر : «وخفية»
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٢١٤) رقم (١٣٣٢٦ ، ١٣٣٢٧) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٢ / ٣٠١) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٣٠) وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ عن السدي بنحوه ، وكذلك عزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ عن قتادة بنحوه.
(٣) ينظر : «السبعة» (٢٥٩) ، و «الحجة» (٣ / ٣٢١) ، و «معاني القراءات» (١ / ٣٦١) ، و «شرح شعلة» (٣٦٣) ، و «العنوان» (٩١) ، و «حجة القراءات» (٢٥٤)
(٤) أخرجه الطبري (٥ / ٢١٥) برقم (١٣٣٣٢ ، ١٣٣٣٣ ، ١٣٣٣٨) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٣٠١) ، وذكره ابن كثير (٢ / ١٣٨) بنحوه ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٣٠) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ عن ابن عباس.
(٥) ذكره ابن عطية (٢ / ٣٠١)
(٦) أخرجه الطبري (٥ / ٢١٦) برقم (١٣٣٤٦) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٢ / ٣٠٢) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٣١) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ عن قتادة.
(٧) ينظر : «الحجة» (٣ / ٣١٦) ، و «إعراب القراءات» (١ / ١٥٩) ، و «حجة القراءات» (٢٥٥) ، و «معاني ـ