سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى ذكره : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ (٢))
كل منهما إذا أفرد تضمن الآخر. فكل إثم عدوان ، إذ هو فعل ما نهى الله عنه ، أو ترك ما أمر الله به. فهو عدوان على أمره ونهيه. وكل عدوان إثم. فإنه يأثم به صاحبه ، ولكن عند اقترانهما فهما شيئان ، بحسب متعلقهما.
فالإثم ما كان محرم الجنس ، كالكذب والزنا ، وشرب الخمر ، وغير ذلك.
والعدوان : ما كان محرم القدر والزيادة. فالعدوان تعدي ما أبيح منه إلى القدر المحرم ، كالاعتداء في أخذ الحق ممن هو عليه. إما بأن يتعدى على ماله ، أو بدنه ، أو عرضه. فإذا غصبه خشبة لم يرض عوضها إلا داره. وإذا أتلف عليه شيئا أتلف عليه أضعافه. وإذا قال فيه كلمة فيه أضعافها. فهذا كله عدوان وتعد للعدل.