الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) وقال ٤٠ : ٣١ (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) ٤٠ : ٤٨ (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) فهذا يتناول العبودية الخاصة والعامة.
وأما النوع الثاني : فعبودية الطاعة والمحبة ، واتباع الأوامر. قال تعالى : ٤٣ : ٦٨ (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) وقال ٣٩ : ١٧ ، ١٨ (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) وقال ٢٥ : ٦٣ ، ٦٤ (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ، وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) وقال تعالى عن إبليس ١٥ : ٤٠ (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فقال تعالى : ١٥ : ٤٠ : ٤١ (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ).
فالخلق كلهم عبيد ربوبيته ، وأهل طاعته وولايته : هم عبيد إلهيته.
ولا يجيء في القرآن إضافة العباد إليه مطلقا إلا لهؤلاء.
وأما وصف عبيد ربوبيته بالعبودية : فلا يأتي إلا على أحد خمسة أوجه : إما منكرا. كقوله (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) والثاني : معرفا باللام كقوله ٤٠ : ٣١ (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) ٤٠ : ٤٨ (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ).
الثالث : مقيدا بالإشارة أو نحوها كقوله (أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ).
الرابع : أن يذكروا في عموم عباده. فيندرجوا مع أهل طاعته في الذكر. كقوله ٣٩ : ٤٦ (أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
الخامس : أن يذكروا موصوفين بفعلهم. كقوله ٣٩ : ٥٣ (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ).
وقد يقال : إنما سماهم عباده إذ لم يقنطوا من رحمته ، وأنابوا إليه ،