تحمّل أعباء
الحياة ، وترابط أفراد الأسرة ، إن في ذلك الخلق والإيجاد وتكوين جسور المودة
والألفة بين الأزواج ، للسكن والاستقرار والهدوء ، إن في ذلك لآيات أو علامات لقوم
يتفكرون ويتأمّلون في هذا.
ومن آيات الله
أيضا الدّالة على قدرته وعظمته : خلق السماوات والأرض من غير أعمدة ولا قواعد ،
واختلاف الألسنة واللغات والألوان ، إن في ذلك المذكور لآيات دالّة على قدرة الله
التامّة لقوم ذوي علم وبصر ومعرفة ترشدهم إلى الحق.
ومن آيات الله
الدّالة على قدرته العجيبة : منامكم في الليل والنهار ، وطلبكم الفضل والرزق من
الله ، إن في ذلك المذكور لدلالة لقوم يسمعون سماع تدبّر واتّعاظ. ومن آيات الله
الدّالة أيضا على تمام القدرة وثبوت الوحدانية إراءتكم البرق خوفا للمسافر من
الصواعق المحرقة ، وطمعا فيما تحبّون من المطر المحتاج إليه للإنسان والحيوان
والنبات ، إن في ذلك المذكور لدلالات واضحات لقوم يدركون هذا بعقولهم وأفكارهم.
ومن آياته تعالى
الدّالة على قدرته : قيام السماء بلا عمد والأرض بلا قواعد ، بأمر الله وتدبيره ،
ثم إذا دعاكم الداعي للخروج من القبور أحياء ، خرجتم من غير انتظار. ولله جميع من
في السماوات والأرض ملكا وخلقا وعبيدا وتصرّفا ، وهم جميعا خاضعون لله ، خاشعون
لعظمته وهيبته.
والله تعالى هو
الذي بدأ الخلق من غير مثال أو أصل سابق له ، ثم يميته ويعيده كما بدأه ، وذلك
أيسر وأسهل عليه ، بحسب منطق البشر ، فإن الإعادة أهون من الابتداء في تقديرنا ،
أما بالنسبة لله تعالى ، فهما سواء ، لا فرق بين البدء والبعث ، لأن الله قادر على
كل شيء.
ولله تعالى الصفة
العليا الكاملة في جميع السماوات والأرضين ، وهو القوي في ملكه الذي لا يعجزه شيء
، الحكيم في صنعه وتدبيره ، وأمره ونهيه.