تفسير سورة الحشر
إجلاء بني النّضير من المدينة
كان اليهود بطوائفهم الثلاث في المدينة هم الذين بدؤوا بنقض العهد مع النّبي صلىاللهعليهوسلم ، وتواطؤوا مع المشركين الوثنيين على مكايدة النّبي والمسلمين ومقاتلتهم ، وأظهروا العداوة لهم ، فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم صالحهم على الجلاء من المدينة ، وكان حصارهم في ربيع الأول ـ السنة الرابعة من الهجرة.
أخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت غزوة بني النضير ، وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر ، وكان منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة ، فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى نزلوا على الجلاء ، وعلى أن لهم ما أقلّت الإبل من المتعة والأموال إلا الحلقة وهي السّلاح ، فأنزل الله فيهم : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) مطلع سورة الحشر المدنية بالإجماع ، وتسمى سورة بني النضير :
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ (١) (٢) (٣) (٤) (٥)
__________________
(١) نزّهه وقدّسه.
(٢) في وقت الجمع الأول ، والجمع الثاني : إخراجهم من خيبر إلى الشام.
(٣) قلاعهم.
(٤) من حيث لم يخطر لهم ببال.
(٥) ألقي فيها الخوف.