عنه قال : لما نزلت (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ) (٥٤) لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة ، إذا أمر النبي صلىاللهعليهوسلم أن يتولى عنهم ، فنزلت (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فطابت أنفسنا ، أو فسّروا بذلك.
وغاية إيجاد الخلق : العبادة ، فما خلقت الإنس والجن إلا للعبادة ، ولمعرفتي ، لا لاحتياجي إليهم. والغاية من هذا الخلق سامية ، فلا أريد من خلقهم جلب نفع لي ، ولا دفع ضرر عني ، ولا أريد منهم إطعامي ، على عادتهم ، إن الله هو واسع الرزق ، يرزق جميع مخلوقاته ، وهو ذو القوة والقدرة الهائلة ، والشديد القوة. وبعبارة أخرى : ما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بعبادتي ، وليقرّوا لي بالعبودية.
ثم هدد الله مشركي مكة وأمثالهم على وثنيتهم ، فإن للظالمين أنفسهم بالكفر والشرك وتكذيب الرسول ، نصيبا من العذاب ، مثل عذاب أمثالهم القدامى ، فلا يطلبوا مني تعجيل العذاب لهم ، فإن حظهم من العذاب آت لا ريب فيه.
فهلاك وشدة عذاب : للكافرين في يوم القيامة ، الذي كانوا يوعدون به.