انتظروا العذاب ثلاثة أيام ، فجاءهم في صبيحة اليوم الرابع ، في غدوة النهار ، وهم يعاينون مشاهد الدمار ، جزاء لما اقترفوه من كفر ومعاص.
فلم يقدروا على القيام من مصارعهم ، والهرب من تلك الصرعة القاضية ، بل أصبحوا في دارهم هلكى جاثمين ، ولم يكونوا ممتنعين من عذاب الله ، ولم يجدوا نصيرا ينصرهم ويدفع عنهم العذاب.
وأهلكنا بالطوفان قوم نوح ، من قبل هؤلاء ، لتقدم زمنهم على زمن فرعون وعاد وثمود ، لأنهم كانوا قوما خارجين عن طاعة الله ، متجاوزين حدوده.
هذه هي نهاية قوم عتاة طغاة ، ظلموا وبغوا ، وكذبوا رسلهم وافتروا ، وأصروا على الكفر والضلال ، وعاندوا وعارضوا كل هداية من الله تعالى ، وليتهم أشفقوا على أنفسهم ، واتعظوا بأحداث السابقين قبلهم ، ولكنهم لم يفعلوا ، والقضية سهلة ، والتكليف يسير ، لا يحتاجون إلى أكثر من إعلان الإيمان بالله تعالى ، وأن يستقيموا على أوامره ، ويجتنبوا نواهيه ، ويصدقوا برسالات الرسل الكرام الذين لا همّ لهم إلا الإصلاح ـ إصلاح العقيدة والتصور والعبادة والمعاملة ، ولكن قتل الإنسان ما أكفره!
إن عبادة الأصنام التي كانت سائدة بين هؤلاء الأقوام ، لا تحقق لعابديها نفعا أو خيرا ، ولا تمنع عنهم ضررا ، أو تحميهم من الشر ، وغريب أنهم إن انحدر فيهم الفكر على هذا النحو من الطعن والمساس بكرامتهم ، ألم يبق أمامهم حقل التجربة والاختبار؟!
وأما توحيد الله تعالى فمصدر كل خير ونفع ، والمانع من كل شر وضرر ، أفلا يجدر بأصحاب العقول الواعية أن يبادروا إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى؟! إن ألوان العذاب في إهلاك الأقوام الوثنيين السابقين ، تدل على أن الله تعالى قادر على أن