رضي الله عنه من أفضل الصحابة ومن الأبطال ، وممن له في الإسلام غناء ، ويكفيه مقامه مع مروان يوم اليمامة وغيره.
والمعنى : والذي قال لأبويه حينما دعواه إلى الإيمان بالله واليوم الآخر : أفّ لكما ، أي أتضجر وأتبرم مما تقولانه ، أتخبرانني أنني سأبعث من قبري بعد الموت لموعد الله؟ إن هذا البعث مستنكر ، فقد مضت الأمم الكثيرة من قبلي ، كعاد وثمود ، ماتوا ولم يبعث منهم أحد. ووالده يسألان الله أن يوفقه للإيمان ، ويقولان له : ويلك آمن بالله وبالبعث ، أي هلاكا لك ، إن وعد الله حق لا خلف فيه ، والمراد : الحث على الإيمان ، فيقول هذا الولد مكذبا لما قال والده : ما هذا الذي تقولانه من البعث إلا أباطيل السابقين التي سطروها في الكتب ، والبعث باطل في زعمه.
فكان جزاء هذا القائل ما ذكر الله تعالى : أولئك القائلون هذه المقالة هم الذين وجب عليهم العذاب ، واستحقوا غضب الله ، في جملة الأمم الكافرة المتقدمة ، فهم منضمون في ذلك إليهم ، سواء كانوا من الجن ، أو الإنس الذين كذبوا الرسل ، وهم من جملة الخاسرين ، الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. وقوله : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) يقتضي أن الجن يموتون كما يموت البشر قرنا بعد قرن.
ثم ذكر الله تعالى مراتب كل من فريقي الإحسان والإساءة ، فلكل فريق منهم مراتب ومنازل عند الله يوم القيامة ، أما المحسنون الأبرار : فهم في المراتب العليا ، وأما المسيئون الأشرار : فهم في المراتب الدنيا. والله يوفي الفريقين جزاء أعمالهم من الخير والشر ، ومن أجل ما عملوا منها ، وليوفيهم جزاء أعمالهم بنحو تام ، المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، وهم لا يظلمون شيئا بنقص ثواب ، أو زيادة عقاب. فقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ) يعني لكل من المحسنين والمسيئين منازل.
وأحوال العقاب وأهوال القيامة شديدة كئيبة ، فاذكر أيها النبي لقومك حين