٤ / ١٤٨] لكن من أتلف مال إنسان لا تجوز مقابلته بالإتلاف ، وإنما يطلب الضمان أو التعويض عن الضرر.
نزلت هذه الآية : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ) في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وقد شتمه بعض الأنصار ، فرد عليه ، ثم أمسك.
وإنما المؤاخذة والعقاب على الذين يبدءون الناس بالظلم ، أو يتعدّون مبدأ المماثلة ، ويتجاوزون الحد في الانتقام ، ويجنون على النفوس والأموال بغير حق ، ويتكبرون بظلم الناس وسلب الحقوق. ويضعون الأشياء في غير مواضعها ، من القتل وأخذ المال وإيذاء اليد واللسان ، وأولئك البادئون بالظلم أو المتجاوزون الحدود ، لهم عذاب مؤلم شديد بسبب اعتدائهم ، وهذا توعد بالعذاب في الآخرة. والبغي بغير الحق في الآية : هو نوع من أنواع الظلم ، خصه الله بالذكر تنبيها على شدته وسوء حال صاحبه.
ثم أكد الله تعالى الترغيب في العفو بالقسم في قوله : (وَلَمَنْ صَبَرَ) أي تالله ، إن من صبر على الأذى ، وستر السيئة ، وغفر خطأ من ظلمه ، فذلك الصبر والعفو ، لمن الأمور المشكورة والأفعال الحميدة ، التي يثاب عليها بالثواب الجزيل والثناء الجميل ، لمنع الاسترسال وراء الغضب وحب الانتقام ، فقوله تعالى : (لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي محكمها ومتقنها والحميد العاقبة منها ، وهذا دليل على قوة الإرادة وتماسك الشخصية.
سوء حال الكفار في الآخرة
لا شيء أصعب على النفس من الاصطدام أمام الواقع ، والمفاجأة بنوع العقاب الذي كان يظن أنه مجرد تهديد ووعيد ، وحينئذ تكون الأحوال شديدة وصعبة ، فترى