قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    التفسير الوسيط

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    المؤلف :الدكتور وهبة الزحيلي

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :دار الفكر ـ دمشق

    الصفحات :1071

    تحمیل

    التفسير الوسيط [ ج ٣ ]

    262/1071
    *

    ومن يطل الله عمره ، يتبدل حاله بقدرة الله ، ولا يفعل ذلك إلا الله ، فيرده إلى الضعف بعد القوة ، والعجز بعد النشاط ، والبله بعد الفهم ، ونحو ذلك ، أفلا يدركون ويتفكرون أنهم كلما تقدّمت بهم السّن ، ضعفوا عن العمل ، فإذا أعطاهم الله فرصة أخرى للعمل ، فلن يفيدهم طول العمر شيئا ، وفي هذا قطع لأعذارهم بأنه لم تتوافر لديهم الفرصة الكافية للبحث والنظر والعمل.

    صفة الرسالة النبوية

    ركّز القرآن الكريم في التشريع المكي على إثبات أصول الدين الثلاثة : وهي الوحدانية ، كما جاء في آية سابقة في سورة يس : (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٦١) والبعث أو اليوم الآخر كما في قوله تعالى : (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٦٣) والرسالة النبوية في قوله تعالى : (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ). وهذه الأصول الثلاثة تنقض عقائد المشركين ، وتقيم بدلها ما ينبغي اعتقاده ومطابقته للواقع ، فإن تركوا عقائدهم الموروثة ، وبادروا إلى الإيمان بأصوله الثوابت ، كان لهم عزّ الدنيا والآخرة. قال الله تعالى مبينا أوصاف الرسالة النبوية :

    (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦)) [يس : ٣٦ / ٦٩ ـ ٧٦].

    أخبر الله تعالى عن حال نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأنه رسول من عند الله ، وليس هو بشاعر ، ولا