العكس ، ولا أن يسبق الليل النهار ، ولكل منهما مدار يدور في فلكه ، و (يَسْبَحُونَ) معناه : يجرون ويعومون.
وعلامة ودليل لهم على قدرة الله ورحمته : تسخير البحار لسير السفن المشحونة بالركاب والبضائع ، وحمل ذرياتهم في الأصح : حمل ذريات جنسهم أو نوعهم ، لتوفير القوت والمعاش. وخلق الله للناس مثل تلك السفن سفنا برية وهي الإبل ونحوها ، التي يركبون عليها ويحملون أمتعتهم على ظهورها. والأظهر أنه تعالى يخلق لهم مثل الفلك الموجود في زمانهم ـ زمان بني آدم إلى يوم القيامة. وإن يشأ الله يغرق في الماء الناس الراكبين والسفن الموجودة ، أي السفن وحمولاتهم ، فلا يجدون مغيثا يغيثهم أو ينجيهم من الغرق ، ولا هم ينقذون مما أصابهم ، لكن برحمة من الله نسيّركم أيها الناس في البر والبحر ، ونحفظكم من الغرق ، وتمتيعا من الله لكم في الدنيا إلى وقت محدود عند الله تعالى ، وهو الموت.
أحوال الكفار
في التقوى والإنفاق والإيمان بالبعث
للناس مواقف نابعة من الأهواء والشهوات حول تقوى الله ، وآياته ، والإنفاق في وجوه الخير ، والإيمان بالبعث ، فهم لا يخشون الله لانعدام الإيمان الصحيح به ، ويعرضون عن آيات الله تهكما واستهزاء ومكابرة ، ولا ينفقون من رزق الله شيئا في سبيل الله ودفع حاجة المحتاجين ، وينكرون إمكان البعث ، لأنهم جماعة ماديون لا يدركون آفاق المستقبل ، ويستبعدون إمكان إعادة الأجساد التي صارت رميمة كالتراب إلى الحياة مرة أخرى ، ولكنهم سيجدون كل ذلك حتما ويوقفون للحساب والجزاء القائم على الحق والعدل. وهذا ما أخبر به القرآن الكريم في الآيات الآتية :