وأخبرني أيضا عن حال هذا الطاغية ، إن كان سائرا على درب الهدى وعبادة الله تعالى ، أو أمر غيره بتقوى الله بدلا من الأمر بعبادة الأوثان ، كما يعتقد؟!
والخطاب في هذين الأمرين للنبي صلىاللهعليهوسلم ، وكذلك في قوله : أخبرني يا محمد عن حال هذا الطاغية أبي جهل إن كذّب بدلائل التوحيد الظاهرة ، ومظاهر القدرة الباهرة ، وأعرض عن الإيمان بدعوتك؟! ثم زجره الله وهدده وتوعده بأساليب مختلفة.
أما علم هذا الطاغية أن الله يراه ويسمع كلامه ويعلم أحواله ، لينزجر ويرتدع عن أفعاله ، فو الله لئن لم ينته عن مضايقاته ولم ينزجر عن عناده ، لنأخذن بناصيته ، والناصية : مقدم شعر الرأس ، ولنجرنه إلى النار. فليدع أهل ناديه ، أي قومه وعشيرته ، لمناصرته ، وسندعو الزبانية : ملائكة النار الغلاظ الشداد ، ليلقوه في جهنم.
أخرج أحمد والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يصلي ، فجاءه أبو جهل ، فقال : ألم أنهك عن هذا؟ فزجره النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني ، فأنزل الله : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) (١٧).
كلا ، للزجر والردع ، إياك أن تطيعه أيها النبي فيما دعاك إليه من ترك الصلاة ، وتقرب إلى الله بالطاعة والعبادة ، وتابع السجود والتعظيم له ، فذلك قوة لك وعزة ، وحصن ووقاية.