وطاعته ، والاستقامة على أمره ، واجتناب محظوراته ونواهيه. لكن امرأة لوط (قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) أي جعلناها وحصلناها من الباقين في العذاب ، لأن من رضي بالمنكر ، وإن لم يفعله ، فهو مقرّ به ، فله جزاء الفاعلين المنغمسين في الإثم والمنكر.
وأنزلنا على قوم لوط حجارة من سجّيل (١) من جهنم ، وهو الحاصب ، فأهلكت جميعهم ، وأبادتهم وخسفت الأرض بهم ، فبئس المطر مطر المنذرين بالعذاب ، الذين قامت عليهم الحجة ، ووصلهم الإنذار الإلهي ، فخالفوا الرسول وكذّبوه ، وهموا بإخراجه من قريتهم ، وتلك هي عاقبة القوم الظالمين الفاسقين.
وهذه الآية أصل لمن جعل من الفقهاء الرّجم في اللوطية ، لأن الله تعالى عذّب قوم لوط على كفرهم به ، وأرسل عليهم الحجارة لمعصيتهم وتعاطيهم الفاحشة ، ويؤيد ذلك قول النّبي صلىاللهعليهوسلم عن اللائط وشريكه : «اقتلوا الفاعل والمفعول به» (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد). إن التّخلص من وباء اللواط وفاعليه ضرورة صحية واجتماعية ، لأن هذا الوباء يؤدي إلى فقد المناعة (الإيدز) وإلى الموت والهلاك.
إثبات الواحدانية والقدرة الإلهيّة
لم يعتبر الوثنيون المشركون بأصناف العذاب النازلة بمن كذبوا الرّسل ، ولم يستجيبوا لدعوة الحقّ والتوحيد ، والنداء الإلهي لتصحيح العقيدة ، والتّخلص من الوثنية ، ولقد أدى رسل الله الكرام أقصى ما في وسعهم من أداء الواجب ،
__________________
(١) السّجّيل : حجارة من طين طبخت في نار جهنم.