قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التفسير الوسيط [ ج ٢ ]

    التفسير الوسيط

    التفسير الوسيط [ ج ٢ ]

    المؤلف :الدكتور وهبة الزحيلي

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :دار الفكر ـ دمشق

    الصفحات :968

    تحمیل

    التفسير الوسيط [ ج ٢ ]

    927/968
    *

    فاجتمع إليه الناس من أهل مكة ، فقال : «يا بني فلان ، يا بني فلان» ، حتى أتى على بطون قريش جميعا ثم قال لهم : «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد الغارة عليكم ، أكنتم مصدّقي؟» قالوا : نعم ، فإنّا لم نجرّب عليك كذبا ، فقال لهم : «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال له أبو لهب لعنه الله : ألهذا جمعتنا؟ تبّا لك سائر اليوم ، فنزلت : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)) السورة.

    الثالث ـ يأمرك الله أيها النّبي بخفض الجناح ، أي لين الكلمة وبسط الوجه والبرّ ، والرّفق بمن آمن بدعوتك ، فذلك أطيب لقلوبهم. فإن عصاك أحد ممن أنذرتهم من عشيرتك وغيرهم ، فقل : إني بريء من أعمالكم التي ستجازون عليها يوم القيامة.

    الرابع ـ فوّض أمورك كلها أيها النّبي إلى الله القوي القاهر الغالب القادر على الانتقام من أعدائه ، الرّحيم بأوليائه ونصرائه ، الذي يراك حين تقوم للصلاة بالناس ، ويرى أحوالك في العبادة متقلّبا من قائم إلى قاعد ، وراكع إلى ساجد ، فيما بين الساجدين أي المصلّين ، وعبّر عن الصلاة بالسجود ، لأن العبد أقرب ما يكون من ربّه ، وهو ساجد. فقوله تعالى : (فِي السَّاجِدِينَ) أي في أهل الصلاة ، أي صلاتك مع المصلّين. وقيل : أراد تقلّبك في المؤمنين ، أو أنه أراد تقلّبك كتقلّب غيرك من الأنبياء.

    إن الله ربّك هو السميع لأقوال عباده ، العليم بأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم ونواياهم. وختم الله الآية بهذا : لإرشاد الناس وإخبارهم بأن الله سميع لكل ما يصدر عنهم ، عليم بكل أفعالهم وأقوالهم.

    تنزل الشياطين على الأفّاكين

    إن افتراءات المشركين ومزاعمهم بأن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كاهن أو شاعر : واضحة لا تحتاج إلى إبطال أو دحض ، ومع ذلك جاء القرآن الكريم مبيّنا أسطورة تنزل الشياطين على