الظروف والأجواء ، وجعله مرتلا شيئا فشيئا ، والترتيل : التفريق بين الشيء المتتابع.
ثم أخبر الله تعالى أن هؤلاء الكفرة في مكة لا يجيئون بمثل يضربونه على جهة المعارضة ، كتمثيلهم في هذه المسألة بالتوراة والإنجيل إلا جاء القرآن بالذي هو حق ، ثم هو أحسن تفسيرا ، أو أفصح بيانا وتفصيلا.
ثم أوعد الله تعالى الكفار بما ينزل بهم يوم القيامة ، من الحشر على وجوههم إلى النار ، إذلالا وخزيا وهوانا ، وأولئك الظلمة هم شر مكانا وهو جهنم ، شر من أهل الجنة ، وأضل سبيلا ، أي طريقا عن الحق ، والمقصود منه الزجر عن طريقهم ومنهجهم الخطأ ، والمشي على الوجوه إما حقيقة بإقدار الله تعالى ، كإقدارهم المشي على أقدامهم ، أو مجاز عن سوء الحال ودفعهم دفعا إلى جهنم ، من غير وعي منهم ولا احترام لهم.
التأسي بقصص الأنبياء
يربط الوحي الإلهي أحداث الزمان بعضها ببعض ، قديمها وحاضرها ، لتحقيق وحدة شمولية ، ومقارنة الأشياء ببعضها ، والانتهاء بعدئذ إلى نظرة واحدة من خلال تشابه الوقائع. وهكذا نجد القرآن الكريم يتعرض لأحوال المشركين في مكة ، ثم يعرض بعدها أحوال الأقوام السابقين ، ومواقفهم مع أنبيائهم الذين أرادوا لهم الخير والإسعاد والنجاة والإنقاذ ، ومصداق هذا التوجه نجده في إيراد مجموعة أخبار هنا تتعلق بالأنبياء السابقين وأقوامهم المعارضين ، قال الله تعالى :