الألواح ، وسبق السبعين رجلا الذين صحبهم لهذه المهمة ، فسأله ربه : ما الذي حملك على أن تسبق قومك بني إسرائيل ، والمراد بهم النقباء السبعون؟ وكانت المواعدة بين الله وموسى أن يوافي موسى وجماعة من وجوه قومه إلى جبل الطور ، فاختار منهم سبعين رجلا ، فسار بهم ، ثم عجّل في المسير من بينهم ، شوقا إلى ربه ، وسماع كلامه ، لما قرب من جبل الطور.
وهذا الإنكار من الله لعجلة موسى إنكار للعجلة في ذاتها ، لما فيها من عدم العناية بصحبه ، وهو تعليم للأدب الرفيع في المصاحبة ، وحسن المرافقة.
فأجاب موسى قائلا : هم أي النقباء المختارون بالقرب مني ، واصلون بعدي ، وما تقدمتهم إلا بخطىّ يسيرة ، وسارعت إليك ربي لتزداد عني رضا ، بمسارعتي إلى الوصول إلى مكان الموعد ، امتثالا لأمرك ، وشوقا إلى لقائك ، أي أن موسى عليهالسلام اعتذر عن الخطأ في اجتهاده. قال الله تعالى : إنا قد اختبرنا قومك بني إسرائيل من بعد فراقك لهم ، وأضلهم موسى السامري ، باتخاذهم العجل من ذهب إلها. فعاد موسى عليهالسلام إلى قومه بني إسرائيل بعد انقضاء أربعين ليلة ، شديد الغضب والأسف والحزن.
قال موسى لقومه : يا قوم أما وعدكم ربكم على لساني كل خير في الدنيا والآخرة ، وحسن العاقبة ، من إنزال كتاب التشريع العظيم ، والنصر على عدوكم ، وتملككم أرض الجبارين وديارهم ، والثواب الجزيل في الآخرة لمن تاب وآمن وعمل صالحا ، ثم اهتدى.
هل طال عليكم الزمان في انتظار وعد الله ونسيان نعمه ، ولم يمض على ذلك من العهد غير أربعين يوما؟ بل أأردتم بصنيعكم هذا أن ينزل عليكم غضب ونقمة وعقوبة من ربكم؟ فأخلفتم موعدي ، إذ وعدتموني أن تقيموا على طاعة الله عز