معنى الدعاء في شد الأزر ، وتشريك هارون عليهالسلام في النبوة ، والأزر : الظهر ، كأنه قال : شدّ به عوني ، واجعله مقاومي فيما أحاول من الأمور.
٧ ، ٨ ـ أدعوك يا رب أن تؤازرني بأخي هارون لكي ننزهك ونسبحك كثيرا عما لا يليق بك من الصفات والأفعال ، ونذكرك كثيرا وحدك ، دون أن نشرك معك غيرك ، قال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا ، حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا. وقوله (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤)) نعت لمصدر محذوف ، تقديره : تسبيحا وذكرا كثيرا.
إنك يا رب كنت بنا بصيرا ، أي عليما بأحوالنا وأحوال غيرنا ، في اصطفائك لنا ، وإعطائك إيانا النبوة ، وخبيرا ببعثتك لنا إلى عدوك فرعون الطاغية الجبار الذي ادعى الألوهية ، فنمتثل أمرك ولك الحمد على نعمك الجليلة التي لا تعد ولا تحصى.
لقد كانت غاية موسى عليهالسلام من مطالبه الثمانية لنعم الله تعالى غاية سامية ، وسببا يلزمه ويحمله على كثرة العبادة والاجتهاد في أمر الله تعالى. وهذا مطمح أولياء الله المقربين وصفوته المختارين ، إنهم حين يدعون ربهم ، لا يرغبون في تحقيق مطامع الدنيا ولذاتها ، وإنما يرغبون في زيادة العون على القيام بمرضاة الله والإكثار من عبادته ، وشكره على نعمه الكثيرة ، فهو أكثر الناس تقديرا لهذه النعم ، وأحرص الناس على شكر المنعم المتفضل ، وهو الله عزوجل.
نعم الله على موسى عليهالسلام قبل النبوة
أجاب الله تعالى دعاء موسى ومطالبه الثمانية في شرح الصدر وتيسير الأمر وحلّ العقدة وغيرها ، إما بنحو كامل أو على قدر الحاجة في الأفعال ، وذلك منّة من الله عزوجل ، ثم قرن الله إليها تذكير موسى بقديم منّته عليه ، وهي ثماني نعم أنعم بها