وهذه الآية : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ) عطف بزيادة صفة.
وقد امتدح النبي صلىاللهعليهوسلم البكاء أي الذي لا يظهر معه الصوت والكلام في أحاديث كثيرة ، منها : ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «عينان لا تمسّهما النار : عين بكت من خشية الله تعالى ، وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى».
وقوله سبحانه : (وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) أي يزيدهم القرآن تواضعا لله تعالى. وهذه مبالغة في صفتهم ، ومدح لهم ، وحض لكل من توسم بالعلم ، وحصّل منه شيئا أن يصل إلى هذه الرتبة ، وهي رتبة الخشوع والخضوع لله عزوجل.
والواقع أن العبادة لله تعالى ينبغي أن تكون بقلب خاشع ، ونفس خاضعة ذليلة لله عزوجل ، يظهر منها معنى العبودية الخالصة لرب العزة ، ويتجلى بها استحضار عظمة الله وهيبته التي تملأ النفس محبة لله ، وخوفا منه ، فيصير الإنسان صالح القول والعمل ، بالعبادة المرضية لربه تعالى.
الدعاء بأسماء الله الحسنى
تمجّد الله وتعاظم ، فله الأسماء الحسنى والصفات العليا ، ويصح الدعاء بأي اسم من أسماء الله الحسنى التي هي في الأعم الأشهر تسعة وتسعون اسما ، أخرج ابن جرير الطبري ، والبخاري في التوحيد والشروط والدعوات ، ومسلم في الذكر ، والترمذي ، وابن ماجه في الدعوات : «إن لله تسعة وتسعين اسما كلهن في القرآن ، من أحصاهن دخل الجنة».
وقد أخبر القرآن في الجملة عن تسمية الله بالأسماء الحسنى في الآيات الآتية : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ