الإحاطة التي لا يتصف بها إلا الله تعالى ، والبشر عاجزون بسبب الجهل والنسيان ، والغفلة ، وأنواع النقص.
وكذلك التحدي بالعشر السور ، والتحدي بالسورة الواحدة ، إنما وقع ذلك كله على حد واحد في النظم خاصة.
ثم نبّه الله تعالى على فضله في إنزال القرآن على العالم ، ووبخ الكفار على قبيح فعلهم ، وترك إيمانهم بالقرآن ، فالله بيّن للناس في القرآن بيانا مترددا ومكررا على وجوه مختلفة ، وألوان متعددة ، وعبارات متنوعة ، مرة بالإيجاز ، وتارة بالإطناب ، وأوضح الحجج والبراهين القاطعة الدالة على وحدانية الله وصدق نبيه ، وأبان الحق ، وأتى بالآيات والعبر ، ورغّب ورهّب ، وأمر ونهى ، وشرّع وأحكم ، وأتى بالقصص ، وأخبر عن الجنة والنار والقيامة ، للعظة والعبرة وهذا معنى قوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) أي من كل معنى ، هو كالمثل في الغرابة والحسن ، وأتى الله في القرآن بألوان التنبيه والعبر ، من كل مثل ضربه ، فأبى أكثر الناس ، أي أهل مكة وأمثالهم إلا جحودا وإنكارا للحق ، وردا للصواب ، وبقاء على الكفر ، وإعراضا عن الإيمان.
طلب المشركين آيات تعجيزية
لقد عانى النبي صلىاللهعليهوسلم من قومه في مكة معاناة شديدة ، حينما بدأ بدعوتهم إلى توحيد الله تعالى ، وهجر عبادة الأوثان ، فآذوه وآذوا المستضعفين إيذاء شديدا ، وبلغ بهم العناد والاستبداد والتحدي أن طالبوا نبي الله بإحدى ست آيات تعجيزية ، كلها غير مقدورة للبشر ، حدث هذا في مكة حينما اجتمع عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وعبد الله بن