وإحسانا على بذل الأرواح والمهج ونفائس الأموال في سبيل مرضاة الله ، وذلك هو الفوز الأكبر الذي لا فوز أعظم منه.
وأوصاف هؤلاء المؤمنين المجاهدين : أنهم التائبون عن الكفر بمختلف أنواعه ، الراجعون إلى الله من الشر إلى الخير وفي جميع أحوالهم ، التاركون كل ما ينافي مرضاة الله ، العابدون ربهم بحق وإخلاص وإحسان كأنهم يرون الله ، الحامدون لنعماء الله وأفضاله في السراء والضراء ، الذاكرون الله بأوصافه الحسنى في كل حال ، وحمده تعالى لأنه أهل لذلك ، والحمد أعم من الشكر ، إذ الشكر إنما هو على النعم الخاصة بالشاكر ، الصائمون أو السائحون في الأرض للجهاد أو طلب العلم أو الارتزاق بالحلال الطيب أو الجائلون بأفكارهم في قدرة الله وملكوته ، الراكعون الساجدون ، أي المؤدون صلواتهم المفروضة على أكمل وجه ، وفي خشوع وخضوع دائم ، الآمرون بالمعروف بالدعوة إلى الإيمان والطاعة ، والناهون عن المنكر بمقاومة الشرك والمعاصي ، والحافظون لحدود الله بإقامة فرائضه وشرائعه وأحكامه والانتهاء عما نهى الله عنه ، وهذا وصف شامل مجمل الفضائل ، وما قبله مفصل لها.
وثمرة هذه الأوصاف : نعم الله العظمى في جنان الخلد ، والتي أمر الله نبيه أن يبشر بها أمته جميعا ، وتشمل هذه البشارة كل الخير من الله تعالى ، وأن الإيمان مخلّص من النار ، فتكون النجاة بالإيمان بالله ، ودليله الجهاد في سبيل الله ، ومظاهره العبادات الحقة لله تعالى.
الاستغفار للمشركين
لا بأس في منهج القرآن الإصلاحي من إيمان أحد من الناس ، ما دام هناك استعداد أو أمل في الإصلاح وقبول دعوة الإيمان والإسلام ، فإذا وقع اليأس من