(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧) [التوبة : ٩ / ١٠٧ ـ ١١٠].
نزل النبي صلىاللهعليهوسلم قباء بعد هجرته إلى المدينة ، على كلثوم بن الهدم شيخ بني عمرو بن عوف ، وهم بطن من الأوس ، وقباء قرية جنوب المدينة على بعد ميلين ، وأقام فيها أربعة أيام أسس فيها مسجد قباء ، بمعونة بني عمرو بن عوف ، وبعثوا للنبي صلىاللهعليهوسلم أن يأتيهم ، فأتاهم وصلى فيه.
فحسدهم بنو غنم بن عوف من الخزرج ، وبنوا مسجدا آخر ، وأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله ، قد بنينا مسجدا لذي الحاجة ، والعلّة ، والليلة المطيرة ، ونحبّ أن تصلّي لنا فيه وتدعو بالبركة ، فوعدهم النبي بذلك بعد عودته من تبوك ، فلما أقبل ونزل بذي أوان ، نزل عليه القرآن في شأن مسجد الضرار ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة من صحابته ، وأمرهم بهدم هذا المسجد وإحراقه.
أبان القرآن أربعة أسباب لهدم مسجد المنافقين : مسجد الضرار ، وهي :
١ ـ إنهم اتخذوا بقصد مضارة المؤمنين الذين بنوا مسجد قباء.
__________________
(١) إضرارا للمؤمنين.
(٢) انتظارا وترقبا.
(٣) على حرف بئر لم تبن بالحجارة.
(٤) هائر أو منهدم.
(٥) فسقط البنيان.
(٦) شكا ونفاقا في قلوبهم.
(٧) تتقطع أجزاء بالموت.