توبخوهم ، احتقارا لهم ؛ لأنهم رجس البواطن أخباث الاعتقادات ، لا يقبلون التطهير ، لأنهم منافقون ، ومسكنهم جهنم ، جزاء بما اكتسبوه في الدنيا من الآثام والخطايا ، فلا ينفع معه التوبيخ أو اللوم في الدنيا والآخرة.
وحقيقة أيمانهم الكاذبة أنها ليست لوجه الله وإنما لمجرد استرضاء لكم معشر المؤمنين لتستمروا في معاملتهم كالمسلمين. وإنكم إن رضيتم عنهم ، فلا ينفعهم رضاكم ، إذا كانوا في سخط الله ، والله لا يرضى عن القوم الفاسقين ، أي الخارجين عن طاعة الله والرسول ، فليكن همهم إرضاء الله ورسوله ، لا إرضاؤكم ، كما وصفهم الله بقوله : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) [النساء : ٤ / ١٠٨] وقوله عزوجل : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) [الحشر : ٥٩ / ١٣]. وهذا إرشاد ونهي للمؤمنين عن الرضا عن المنافقين ، والاغترار بأيمانهم الكاذبة ، وكفى بالله عليما ومعلما للمؤمنين منهج الحياة الاجتماعية وطريق معاملة المنافقين وغيرهم من أصحاب البدع المنكرة ، فعلى المؤمنين أن يبغضوا المنافقين ، وألا يرضوا عنهم لسبب دنيوي ، من غير تفرقة بين منافق حضري أو بدوي.
كفر بعض الأعراب ونفاقهم
من المعلوم أن العيش في المدن والحواضر أقرب للمدنية والعلم بالأحكام الشرعية ، وأن البداوة سبب للجهل والوقوع في الكفر والنفاق ، فعلى سكان البوادي أو الصحاري أن يتنبهوا لهذا النقص ، ويحاولوا تدارك ما هم عليه من بعد عن المدن ومواضع العلم والثقافة ، فيسألوا العلماء ، ويترددوا على مجالس العلم بقدر