للتهيؤ والتنعم برجاء الله والثقة بوعده وفضله ، ووعد الله ناجز ، والله متكفل بإنجازه ، والله قوي لا يغلب ولا يمتنع عليه شيء من وعد ولا وعيد ، حكيم يضع الأمور في موضعها المناسب على وفق العدل والحكمة والصواب.
ثم صرح الله تعالى بمضمون وعده لأهل الإيمان ، مفصلا ثمرات الإيمان من التعرض لرحمة الله وفضله ، والظفر بجنان الخلد التي تجري الأنهار من تحت أشجارها ، فتزيدها متعة وحيوية وجمالا ، وهم ماكثون في الجنات إلى الأبد ، ولهم فيها مساكن طيبة ، أي حسنة البناء ، طيبة القرار ، وجناتهم جنات عدن هي اسم مكان ومنزل من منازل الجنة كالفردوس ، كما قال تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) [مريم : ١٩ / ٦١] وللمؤمنين أيضا رضوان من الله أكبر وأعظم من الجنان ، أي إن رضا الله عنهم أجل مما هم فيه من النعيم المادي المحسوس ، وذلك دليل قاطع على أن السعادة الروحية أكمل وأشرف وأهنأ من السعادة الجسدية.
وهذه الأمور الثلاثة : الجنات والمساكن الطيبة في جنات عدن ، والرضوان الإلهي الأكبر ، هي جزاء أهل الإيمان ، وذلك النعيم الجسدي والروحي هو الفوز العظيم وحده ، دون ما يعده الناس فوزا من طيبات الحياة الدنيا الفانية التي يحرص عليها المنافقون والكفار ويطلبونها دائما.
بهذا يتميز أهل الإيمان والتحضر عن المنافقين دعاة الفوضى والتخلف ، ولا شك بأن البقاء للأصلح ، والدمار والفناء للأفسد.
أسباب جهاد غير المؤمنين
لقد تعرض المسلمون في صدر الدعوة الإسلامية لأنواع مختلفة من الأذى والتنكيل ، بالقول والفعل ، بالكيد والمؤامرة أحيانا ، وبالسب والشتم أحيانا ،