مصارف الزكاة
الزكاة أحد أركان الإسلام شرعت إغناء للفقراء وأخذا بيد الضعفاء وتحقيقا لما يسمى بمبدإ التكافل الاجتماعي ؛ لأن الإسلام يحض على التعاون ويكره التباعد والتنافر بين الناس ، لذا حدد القرآن الكريم مصارف الزكاة تحديدا دقيقا واضحا لغاية معينة وهي علاج الفقر ، ومواساة الضعفاء والعاجزين ، وجاء هذا التحديد في الآية القرآنية الكريمة التالية :
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) [التوبة : ٩ / ٦٠].
حصر الله تعالى بكلمة (إِنَّمَا) في مطلع هذه الآية مصارف الزكاة ، والمعنى : إنما الزكوات المفروضة مستحقة لهؤلاء المسلمين المعدودين دون غيرهم ، وهذا رد على المنافقين الذين عابوا النبي صلىاللهعليهوسلم في الصدقات ، لبيان مصارفها من غير نقد من أحد ، ولا مجال للاعتراض أو الطعن في الرسول عليه الصلاة والسلام في قسمة الزكوات الواجبة ، فهي مقصورة على ثمانية أصناف من المسلمين ، وإنما اختلف العلماء في صورة القسمة ، فرأى جماعة كالإمام مالك وأبي حنيفة وابن حنبل : أن ذلك على قدر اجتهاد الإمام وبحسب أهل الحاجة ولو لصنف واحد. ورأى آخرون كالإمام الشافعي : أن الزكاة ثمانية أقسام على ثمانية أصناف ، لا يخلّ بواحد منها إلا أن إعطاء المؤلفة قلوبهم يكون عند وجود الداعي إلى التأليف ، ولا يجوز صرف الزكاة لأقل من ثلاثة أشخاص من كل صنف ؛ لأن أقل الجمع ثلاثة.
__________________
(١) جباة الزكاة والكتّاب والحراس.
(٢) الذين نتألفهم على الإسلام.
(٣) تحرير الأرقاء وفكاك الأسرى.
(٤) المدينين.
(٥) في الجهاد.
(٦) المسافر المنقطع عن ماله.