بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تقديم
الحمد لله تعالى المتفضّل المنعم ، حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده ، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، فإني وتالله لمدين بالنعم الوافرة الكثيرة لله عزوجل ، ولا أملك إلا لسان الحمد والشكر بكل ما أوتيت من قوة ، وما أملك من حواس وأعصاب وعقل ووعي ، وفي كل حين وآن ، وفاء ببعض الواجب لشكر نعم الله سبحانه. والصّلاة والسّلام الأتمان الأكملان على النّبي المنقذ من الضّلالة والجهالة والرّدى ، إلى نور الحق والإيمان والهدى ، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين ، الذين هم قدوتنا ، ولهم الفضل على جميع الأمة إلى يوم القيامة ، وبعد :
ما كنت لأحسب أني في حياتي أخطّ كلمة واحدة في تفسير كتاب الله وكلامه الذي أوحاه لنبيّه ؛ لأنه لا يمكن لأي عالم مهما أوتي من العلم أن يجزم بما هو المراد من كلام الله ، لأن مراد الله تعالى لا يحصره بيان ، ولا يقطع أحد على الإطلاق بما هو المقصود من شرع الله تعالى ، ولكنها المحاولة في التبيان والتبسيط والتيسير وتقريب البعيد ، وجمع المفيد ، وتحقيق المتلابسات ، وربط التالي لكتاب الله تعالى بما هو المطلوب منه ، والمفروض شرعا عليه ، من العمل بما أنزل الله حكما عربيّا (١) قائما بين الناس ، وصلة بالله تعالى ، وحفاظا على أمة القرآن إلى يوم الدّين.
__________________
(١) أي فصلا للأمر ، على وجه الحق باللسان العربي ، أو حاكما بالعربية أو حكمة.