منزلة الأمة الإسلامية
ليست الأمة الإسلامية أمة متعصبة لأفرادها ، منغلقة على نفسها ، وإنما هي أمة منفتحة على الشعوب ، متسامحة مع الناس ، تحب الخير لجميع البشر ، وتدرأ الشر والسوء عن الأمم ، فهم خير الناس للناس.
وقد حدد القرآن الكريم معيار تفضيل الأمة الإسلامية على غيرها ، وهو حرصها على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والإيمان بالله تعالى وحده ، قال الله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (١١٠)) [آل عمران : ٣ / ١١٠].
قال عكرمة ومقاتل : نزلت هذه الآية في ابن مسعود ، وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم : إن ديننا خير مما تدعونا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وفحوى الآية : أنكم أيها المسلمون خير أمم الأرض ، بشيء واحد ، وهو أنكم تأمرون بالمعروف المنقذ للأمم ، وتنهون عن المنكر المدمر للشعوب ، وتؤمنون بالله إيمانا صادقا كاملا لا ينقص منه شيء ، ولو أن أهل الكتاب آمنوا بما آمنتم به ، لكان خيرا لهم وأكرم وأفضل من الإيمان ببعض الكتب الإلهية وببعض الرسل كموسى وعيسى ، والكفر بالبعض الآخر ، وهو محمد صلىاللهعليهوسلم. وبعض أهل الكتاب مؤمنون حقيقة كعبد الله بن سلام وجماعته ، وكثير منهم فاسقون خارجون عن حدود دينهم وكتبهم.
ثم هوّن القرآن الكريم من شأن عداوة اليهود وقوتهم ، فقال الله تعالى :