عثمان ـ وكان متقلبا بين أيدي أولئك الأعلام المحتاطين لدين الله المهيمنين عليه ، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه ، خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع ، والقاعدة التي أقيم عليها البناء ، هذا والله فرية ، ما فيها مرية».
ثالثا : قال الفرّاء : «لا يتلى إلا كما أنزل : «أفلم يايئس»».
رابعا : قال الزرقاني : «وعلى ذلك تكون رواية ذلك في الدر المنثور وغيره عن ابن عباس رواية غير صحيحة. ومعنى : «أفلم يايئس الذينءامنوا» أفلم يعلموا. قال القاسم بن معن : هي لغة هوازن. وجاء بها الشعر العربي في قول القائل :
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني |
|
ألم تيأسوا أني ابن فارس (زهدم) |
أي ألم تعلموا» (١).
الشبهة الخامسة :
إنّ في القرآن تغييرا. بدليل ما روي عن ابن عباس : «أنّه كان يقول في قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) : إنما هي : «ووصّى ربّك» التصقت الواو بالصاد. وكان يقرأ : ووصى ربك. ويقول : أمر ربك ، إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد. وروي عنه أنّه قال : «أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم. ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إيّاه. فلصقت إحدى الواوين بالصاد ، فقرأ الناس : (وَقَضى رَبُّكَ). ولو نزلت على القضاء ، ما أشرك أحد».
تفنيد هذه الشبهة :
أولا : قال ابن الأنباري : «إن هذه الروايات ضعيفة».
__________________
(١) قال في القاموس : زهدم : كجعفر. فرس لعنترة. وفرس لبشر بن عمرو الرياحي.