وذكرت الروايات أن سجاح رجعت إلى الإسلام ، ورجع قومها معها ، وحسن إسلامها ، وتوفيت ، ودفنت بالبصرة جنوب العراق.
ثالثا : ـ طلحة بن خويلد الأسدي :
قدم على النبي «صلىاللهعليهوآلهوسلم» سنة تسع للهجرة على رأس وفد أسد بن خزيمة ، وأعلن إسلامه ، وكان شجاعا يعد بألف فارس ، تنبأ بعد وفاة الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، وزعم أن ملكا اسمه ذو النون يأتيه بالوحي. ولم يكن له قرآن إلّا قليل جدا ، ومنه كما ذكره ياقوت في معجم البلدان : «إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ، وقبح أدباركم شيئا ، فاذكروا الله قياما ، فإن الرغوة فوق الصريح». وقد أرسل إليه أبو بكر الصديق جيشا بقيادة خالد بن الوليد ، وعند ما التقى الجمعان تزمل طلحة بكساء ، انتظارا لنزول الوحي عليه ، ولما أطال سأله عيينة بن حصن ـ وكان معه في سبعمائة من بني فزارة ـ هل أتاك بعد؟!! فقال طلحة من تحت الكساء : لا والله. ما جاء بعد. فأعاد إليه مرتين ، وهو يقول : لا. قال عيينة : لقد تركك أحوج ما كنت إليه. فقال طلحة. قاتلوا عن أحسابكم ، فأما دين فلا دين.
وقد ذكر ابن الأثير في كتابه. «أسد الغابة» أن عيينة قال له : تبا لك آخر الدهر ثم جذبه جذبة جاش منها ، وقال : قبح الله هذا ، ومن تبعوه ، فجلس طلحة ، فقال عيينة : ما قيل لك؟!! قال طلحة : إن لك رحى كرحاه ، وأمرا لا تنساه ، فقال عيينة : قد علم الله أن لك أمرا لن تنساه. يا بني فزارة ، هذا كذاب ، ما بورك لنا وله في ما يطلب. وقد انهزم طلحة ، وهرب إلى الشام ، ولكنه أسلم ، وحسن إسلامه ، وأبلى بلاء حسنا في القادسية.
رابعا : الأسود العنسي :
وهو عبهلة بن كعب. يلقب بذي الخمار ، لأنّه يدّعي أنّه يأتيه ملك