ومهاجمتهم للقرآن الكريم ، آية ربهم الخالدة. وهم وبعد أن أبطل الله شبهاتهم حول سحر وكهنوت القرآن ، وشعر ، وجنون من نزل عليه القرآن نراهم قد ازدادوا شراسة في عدائهم ، وطعنهم ، وقذفهم في رموز الإسلام الخالدة. وأدخلوا أنفسهم في متاهات القحة ، والضلالة ، وميادين البذاءة ، والدنايا ، وكالوا الشتم ، والسب ، والقدح من غير أي تورع. وبرعوا في إنتاج أفكار الطعن والقذف ، وتفننوا في اختراع أساليب الهدم ، وأبدعوا في استعمال أخبث وسائل الإعلام من صحف ، وكتب ، وإذاعات ، وتلفزيونات في النيل من القرآن. والعجب في الأمر أنّهم في كلّ ذلك أجبن من أن يقابلوا الفكر بالفكر ، أو الحجة بالحجة. وأنّهم عند ما أعيتهم حقائق الحقّ ، وألوهية التنزيل أصروا على عنادهم في الكفر ، واحتكموا إلى شياطينهم ، وتحصنوا من وراء جدر الجبن ، والخبث ، والدناءة ، وفحش القول ؛ وأسندوا أداء أدوار البطولة في مسلسلات الحقد ، والشتم ، والطعن إلى نفر من أمّة العرب ، أمة الإسلام لا ينتسبون إليه إلّا اسما ، أو بشهادة الميلاد ، شهادة الازدياد. وجعلوا منهم أبواقا يرددون أقاويلهم ، وشبهاتهم حول القرآن معجزة رسولنا الخالدة ، ومقابل قليل من فتات المال ، والشهرة الزائفة يلتقطونها بإذلال من على موائد لئامهم الكفّار. وهذه شيمة الكفار في مهاجمتهم للإسلام ، وهذه أساليبهم في الطعن في القرآن طيلة عهود الزمان. فهم دوما ينطلقون من فراغ الحقيقة ، ونبذ الهداية ، وفقر الدلالة ؛ وأدلتهم أن لا أدلة لهم إلا كفر العناد ، وقفل الأذهان ، وحقد قلوب الشرك على نورانية التوحيد ، وضغينة عقول الكفر على هدايات الإيمان ؛ أو يهاجمون رموز الإسلام من وراء جدار.
وإننا نراهم اليوم يدفعون بأحد شياطينهم إلى ميدان القحة ، والبذاءة. وهو سلمان رشدي ، والذي أخلص لهم في ترديد شبههم عن القرآن ، ونبي القرآن ؛ شبه الشتم ، والقذف ، والسب. فهو يؤلف كتاب آيات شيطانية ، ويهاجم فيه رموز الإسلام ، ويوسعها الطعن ، والسباب. فهو يصف القرآن بأنّه آيات شيطانية أملاها الشيطان على لسان الرسول «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، وهو يتهمه