اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦))
(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) في الكتابي إذا بذل الجزية ، أو نسخت بفرض القتال ، أو كانت المقلاة من الأنصار تنذر إن عاش لها ولد أن تهوّده رجاء لطول عمره ، وذلك قبل الإسلام ، فلما أجلى الرسول صلىاللهعليهوسلم بني النضير وفيهم أولاد الأنصار ، قالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا فنزلت قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(بِالطَّاغُوتِ) الشيطان ، أو الساحر ، أو الكاهن ، أو الأصنام ، أو مردة الإنس والجن ، أو كل ذي طغيان على الله تعالى عبده من دونه بقهر منه أو بطاعة إنسانا كان أو صنما.
(بِالْعُرْوَةِ) الإيمان بالله تعالى.
(لَا انْفِصامَ) لا انقطاع ، أو لا انكسار ، أصل الفصم الكسر.
(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧))
(مِنَ الظُّلُماتِ) الضلالة إلى الهدى.
(مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) نزلت في مرتدين ، أو في كافر أصلي ، لأنهم بمنعهم من الإيمان كأنهم أخرجوهم منه.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٢٥٨))
(الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ) عليه الصلاة والسّلام : النمرود بن كنعان أو من تجبر في الأرض وادّعى الربوبية.
(آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) الضمير لإبراهيم عليه الصلاة والسّلام ، أو لنمرود.
(أُحْيِي وَأُمِيتُ) أترك من لزمه القتل ، وأقتل بغير سبب يوجب القتل. عارض اللفظ بمثله ، وعدل عن اختلاف الفعلين ، فلذلك عدل إبراهيم عليه الصلاة والسّلام إلى حجة أخرى لظهور فساد ما عارض به ، أو عدل عما شغب به إلى ما لا إشغاب فيه ، استظهارا عليه.
(فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ) لم يعارضه نمرود بأن يأتي بها ربه ، لأن الله خذله بالصّرفة عن ذلك ، أو علم أنه لو طلب ذلك لفعل لما رآه من الآيات فخاف ازدياد الفضيحة.
(فَبُهِتَ) تحيّر ، أو انقطع.
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ