(رَحْمَةً) نبوة ، أو نعمة ، أو طاعة ، أو طول الحياة ، وكان ملكا ، أمر الله تعالى موسى أن يأخذ عنه علم الباطن ، أو نبيا ، قيل هو اليسع سمي به لأنه وسع علمه ست سموات وست أرضين ، أو عبدا صالحا عالما ببواطن الأمور سمي خضرا لأنه كان إذا صلى في مكان اخضرّ ما حوله.
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦))
(رُشْداً) علما ، أو كان في علمه غي يجتنب ورشد يؤتى فلطب منه تعليم الرشد الذي لا يعرفه ولم يطلب تعلم الغي لأنه كان يعرفه أو يعني لإرشاد الله تعالى لك بما علمك.
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨))
(خُبْراً) لم تجد له سبيلا إذ لم تعرف له علما ، علما منه أن موسى لا يصبر إذا رأى ما ينكر ظاهره فعلق موسى عليه الصلاة والسّلام صبره بالمشيئة حذرا مما وقع منه.
(قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩))
(وَلا أَعْصِي) بالبداية بالإنكار حتى تبتدىء بالإخبار ، أو لا أفشي سرك ولا أدل عليك بشرا.
(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١))
(خَرَقَها) أخذ فأسا ومنقارا فخرقها حتى دخلها الماء أو قلع لوحين منها فضج ركبانها من الغرق.
(لِتُغْرِقَ أَهْلَها) خصهم بالذكر دون نفسه لأنه شفقة الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام.
(إِمْراً) منكرا ، أو عجبا ، أو داهية عظيمة من الأمر وهو الفاسد الذي يحتاج إلى الصلاح ، رجل إمر إذا كان ضعيف الرأي يحتاج أن يؤمر فيقوى رأيه.
(قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (٧٣))
(نَسِيتُ) غفلت عنه ، أو تركه من غير غفلة ، أو كأني نسيته وإن لم ينسه ، جعله من معاريض الكلام
(عُسْراً) لا تعنفني على ترك وصيتك ، أو لا يغشاني منك العسر ، غلام مراهق قارب أن يغشاه البلوغ ، ارهقوا القبلة اغشوها واقربوا منها ، أو لا تكلفني الاحتراز عن السهو والنسيان فإنه غير مقدور ، أو لا تطردني عنك.
(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤))