لقد حاول أحد
الباحثين أن يؤكد أن المقصود هو : الأستاذ الرئيس أبو العباس
أحمد بن إبراهيم الضبّي ، المتوفى سنة ٣٩٩ ه ، والذي تولّى الوزارة لفخر الدولة
البويهي بعد وفاة الصاحب بن عبّاد سنة ٣٨٥ ه . واستند في ذلك على أن الراغب أورد بيتا في «مجمع
البلاغة» ، ونسبه ل : «الأستاذ الرئيس أحمد بن إبراهيم» ، وذلك عند ذكره لهذا
البيت :
لا تحسبنّ
دموعي البيض غير دمي
|
|
وإنما نفسي
الحامي يصعّده
|
ومن الواضح أن
هذا الاستنتاج لا يعدو الظنّ والتخمين ، الذي لا يرقى إلى درجة رجحان الظن وغلبته
، ذلك أن لقب : (الأستاذ الرئيس) ليس حكرا على أبي العباس أحمد بن إبراهيم الضبّي
، بل كان غيره يلقّب به أيضا ، لما فيه من الإشارة لمعنى العلم ـ المنصوص عليه
بكلمة : الأستاذ ـ والقيادة ـ المنصوص عليها بكلمة الرئيس ـ ومع علم هذا الباحث
بذلك بدلالة قوله :
«ولقد عرف هذا
اللقب لغير هذا الوزير أيضا ، إذ كان أبو الفضل ابن العميد ، كبير وزراء بني بويه
، يلقّب بالأستاذ الرئيس» .
ويبدو أن كلمة «الأستاذ»
كانت ذات دلالة على منصب مرموق في الحكم ، وبذلك يكنى المتنبي عن كافور ، وهو
يمدحه ، وقد عرف بالأستاذ :
__________________