مما يعني أنه يرفع كتبه إلى رجل من ذوي المكانة الاجتماعية المميزة في عصره ، يقول الراغب في مقدمة رسالته في «مراتب العلوم» : «قصدي في هذه الرسالة أن أبيّن للأستاذ ، أدام الله تأييده ـ مراتب علوم الشريعة وأعمالها بالقول المجمل ، ليعلم من أين يبتدئ وإلى أين ينتهي ..» (١) ، ويظهر مع الاحترام الواضح لهذا الأستاذ ، الذي يقدم له رسالته ؛ أنه يقصد تعليمه «من أين يبتدئ وإلى أن ينتهي في العلوم» وقبول ذلك الأستاذ لرسالة الراغب يدل على موافقته على أن يتتلمذ على يديه ، ويتعلم منه.
وفي رسائل أخرى يقول الراغب : «وقد عملت ذلك للأستاذ الكريم ـ أيده الله ـ لما رأيته معنيّا باكتساب الإنسانية الموصلة إلى السعادتين» (٢) ، «ولما رأيت الأستاذ ـ حرسه الله ـ سالكا طريق أسلافه في مراعاة الحسب .. أحببت أن أعرّفه بالقوانين الصحيحة والواضحة ؛ أن الفضيلة الكاملة والسعادة المتناهية في تحلية النفس بالعلوم النافعة ..» (٣).
فالراغب يحب أن يعرّف ويعلّم هذا الأستاذ بالقوانين الواضحة ؛ أن الفضيلة والسعادة في تعلم العلم واكتسابه.
وفي رسالة أخرى يقول الراغب : «كنا تذاكرنا ـ أطال الله بقاء الشيخ الفاضل ، وأدام تأييده ـ في لفظ (الواحد) و (الأحد)
__________________
(١) انظر : رسالة في مراتب العلوم ، مخطوط رقم ٣٦٥٤ / ٤ ، مكتبة أسعد أفندي ، إستانبول ، ق ١.
(٢) انظر : تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين ، المقدمة ص (٥٠).
(٣) انظر : رسالة في أن فضيلة الإنسان بالعلوم ، مخطوط ، ٣٦٥٤ / ١ ، مكتبة أسعد أفندي ، السليمانية ، إستانبول ، ق ١.