على وجهته من قولهم : قصصت أثره ، وقصصت الظفر ، وهو اسم للمقصوص : كالقبض والنقص ، للمقبوض والمنقوص (١) ، وظاهر قوله : (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) أبلغ من قولنا : وما إله ، لاستغراقه (٢) ، ولا يصح جرّ لفظ الله على البدل من إله ، لأن من هذه لا تدخل إلا على كل نكرة غير موجبة ، فإذن لا يكون إلا رفعا ردا على موضع (مِنْ إِلهٍ)(٣) ، وأعاد ذكر الله ظاهرا على
__________________
ـ وغريب القرآن لأبي بكر السجستاني ص (١٩٩ ، ٢٠٢) والمفردات ص (٢٤٨ ، ٢٤٩) ، والقاموس ص (١٤١٥ ، ١٤١٦).
(١) قال ابن منظور : «والقصص : الخبر المقصوص. بالفتح ، وضع موضع المصدر حتى صار أغلب عليه» لسان العرب (٧ / ٧٤). وقال أبو حيان : «والقصص : مصدر ، أو فعل بمعنى مفعول أي المقصوص كالقبض بمعنى المقبوض». البحر المحيط (٢ / ٥٠٩). وانظر : تهذيب اللغة (٨ / ٢٥٦) ، والصحاح (٣ / ١٠٥١ ، ١٠٥٢) ، والدر المصون (٣ / ٢٢٩) ، ومجيء فعل بمعنى مفعول قليل غير مقيس. انظر المساعد (٢ / ٢٠٨).
(٢) انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٤) ، والكشاف (١ / ٣٧٠) ، والدر المصون (٣ / ٢٢٩).
(٣) الأولى جعله خبرا للمبتدأ (إله) لأن (من) زائدة لاستغراق الجنس ، وهذا الوجه هو الذي بدأ به مكّي ، واقتصر عليه أبو البقاء. وقول الراغب : (لا يكون إلا رفعا) : يرد عليه ما ذكره النحاس من أن النصب على الاستثناء جائز. وقول أبي حيان : «ويجوز في العربية في نحو هذا التركيب نصب ما بعد (إلّا) نحو : ما من شجاع إلا زيدا. ولم يقرأ بالنصب في هذه الآية