الاكتساب ، حتى يقرب من هؤلاء لتحمّل المشاق ، وذلك للحكماء ومن داناهم من المؤمنين (١) ، ويقال فيهما الاصطفاء ، ولوجود هذين الطريقين ، قال تعالى : (يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)(٢) وقول الفرّاء : اصطفاؤهم اختيار دينهم (٣). وقول الزّجّاج والجبّائي : اختيارهم للنبوة (٤). وقول البلخي : هو تفضيلهم على غيرهم بما أولاهم من الأمور الجليلة (٥) ، كل ذلك
__________________
(١) وهذه المرتبة هي التي تنتظم سلك الأولياء على خلاف ما ذكر الراغب ، لأن ولاية الله لا تنال إلا بطاعته والاجتهاد في عبادته وتقواه حق التقوى ، كما قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) [يونس : ٦٢ ، ٦٣] فكل من كان تقيّا كان لله وليّا ، انظر : تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٦ / ١٩٦٣) ، النكت والعيون (٢ / ٤٤٠) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢ / ٤٠٤).
(٢) سورة الشورى ، الآية : ١٣.
(٣) انظر : معاني القرآن (١ / ٢٠٧). وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٣٨٦) ونسبه للفراء وذكر ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٧٥) أنه قول ابن عباس والفراء.
(٤) انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٩٩). وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٣٨٦) ونسبه للزجاج. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٧٥) وذكر أنه قول الحسن ومجاهد ومقاتل.
(٥) ذكر هذا القول الماوردي في «النكت والعيون» (١ / ٣٨٦) ولم ينسبه لأحد. وكذلك ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٧٥).