والميمان بدل من ياء ، ولا يستعمل ذلك إلا في هذه اللفظة فقط (١).
وعند الفرّاء تقديره : يا الله امنا بخير ، فجعلا بمنزلة لفظ واحد ، وحذف الهمزة منه ، كقولهم : هلّم ، وأصله : هل أم (٢) ،
__________________
ـ إمام النحو له [الكتاب] في النحو الذي لم يسبقه إليه أحد ، ولد سنة ١٤٧ ه ، وتوفي بفارس سنة ١٧٩ ه وقيل ١٨٠ ه.
انظر : الفهرست لابن النديم ص (٨١) ، وطبقات النحويين واللغويين ص (٦٦) ، ونزهة الألبّاء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص (٥٤) ، وبغية الوعاة للسيوطي (٢ / ٢٢٩).
(١) قال سيبويه : «وقال الخليل ـ رحمهالله ـ : اللهم نداء ، والميم هنا بدل من يا ... فقد صرفوا هذا الاسم على وجوه لكثرته في كلامهم ، ولأن له حالا ليست لغيره» انظر : الكتاب (٢ / ١٩٧). وقال الزجاج : وزعم سيبويه أن هذا الاسم لا يوصف ، لأنه قد ضمت إليه الميم ، فقال في قوله : جلّ وعز : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أن (فاطِرَ) منصوب على النداء. وكذلك (مالِكَ الْمُلْكِ) ولكن لم يذكره في كتابه. ثم قال : والقول عندي أن (مالِكَ الْمُلْكِ) صفة الله ، وأن (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) كذلك ، وذلك أن الاسم ومعه الميم بمنزلته ومعه «يا» ، فلا تمنع الصفة مع الميم كما لا تمنع مع «يا». انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٩٤). وانظر : المحرر الوجيز (٣ / ٤٩ / ٥٠) ففيه ردّ على الزجاج وتصويب لما قاله سيبويه.
(٢) قال الفراء بعد أن ذكر قول من قال من النحويين : إن الميم في (اللهمّ) خلف من «يا» : «ولم نجد العرب زادت مثل هذه الميم في نواقص الأسماء إلا مخففة مثل الفم ، وابنم ، وهم. ونرى أنها كانت كلمة ضم إليها أمّ ،