سبيل الحكاية ، كحكاية كثير من الأصوات (١).
والفري : قطع الأديم ، واستعير للكذب ، استعارة الخلق والاختلاق له (٢).
إن قيل : هل علموا أنهم كاذبون فيما يقولون؟ قيل : إمّا أنهم علموا واغتروا برئاستهم وأعراضهم الدنيوية ، أو تمكنوا من علمه فلم يتحرّوه اغترارا بما هم بصدده ، وعلى كلا الوجهين يستحقون الذم.
قوله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)(٣) ما سئل عنه بكيف محذوف (٤) ، كأنه قيل : كيف حالهم أو قولهم وافتراؤهم ، فحذف لدلالة الكلام عليه (٥) ، كحذفه في قوله (فَكَيْفَ إِذا
__________________
(١) انظر معنى غرّ ومشتقاتها في : العين (٤ / ٣٤٥ ـ ٣٤٧) ، والصحاح (٢ / ٧٦٧ ـ ٧٧٠) ، والمفردات ص (٦٠٣ ، ٦٠٤) ، واللسان (٥ / ١١ ـ ٢٢) ، والدّر المصون (٣ / ٩٦).
(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ٩٠) والمفردات ص (٦٣٤ ، ٦٣٥) ، ومختار الصحاح ص (٥٠٢) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٤٨).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٢٥.
(٤) في الأصل : محدود. وأثبتّ ما يقتضيه السياق.
(٥) انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٩٢) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٥٣) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٨) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٥).