قال الزّجّاج : (لا تَحْسَبَنَ) مكرّر لطول القصة. قال : والعرب تعيد إذا طالت القصة (حسبت) وما أشبهها ، إعلاما أن الذي جرى متّصل بالأول ..» ثم ذكر الراغب رأيه في هذه المسألة» (١).
٥ ـ وقال الراغب : «إن قيل : فما فائدة قوله : (وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) بعد أن قال : (فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ)(٢)؟ قيل : وقد قال بعضهم ذلك على التوكيد» ، ثم ذكر الراغب قوله في هذه المسألة (٣).
ب ـ تعليل التقديم والتأخير :
١ ـ عند قوله تعالى : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ)(٤) قال الراغب : «وقدّم الذين أوتوا الكتاب ، لأن الحجّة تلزمهم من وجهين : من الوجه الذي يلزم الأميّين. ومن وجه أنهم يدّعون الإيمان بإبراهيم وغيره ..» (٥).
٢ ـ وعند قوله تعالى : (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ)(٦) قال الراغب : «إن قيل : لم قدم الإخفاء على الإبداء ، ومن البادي يتوصّل إلى الخافي؟ .. قيل : لما كان العلم يظهر في النفس ، ثم يبرز بالقول أو بالكتاب صار الخافي سببا للبادي ، فنبّه
__________________
(١) الرسالة ص (١٠٣٣ ، ١٠٣٤).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٨٩.
(٣) الرسالة ص (١٣٧٩).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٢٠.
(٥) الرسالة ص (٤٧٣).
(٦) سورة آل عمران ، الآية : ٢٩.