فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٣٧) حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٤٠))
(وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) واحدة (فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) عدتهن قبل الاغتسال من الحيضة الثالثة (فَأَمْسِكُوهُنَ) فراجعوهن (بِمَعْرُوفٍ) بحسن الصحبة والمعاشرة (أَوْ سَرِّحُوهُنَ) أى أو تتركوهن حتى يغتسلن ويخرجن من العدة (بِمَعْرُوفٍ) أى بأداء حقها ، ويقال : فراجعوهن على ما أمر الله ، أو سرحوهن بمعروف ، أو طلقوهن بإحسان ، تؤدونهن حقهن (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً) بالضرار (لِتَعْتَدُوا) لتظلموا عليهن فتطولوا عليهن العدة (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) الضرار (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) ضر بنفسه (وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ) أمر الله ونهيه (هُزُواً) استهزاء لا تعملون بها (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) احفظوا منة الله (عَلَيْكُمْ) بالإسلام (وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ) فى الكتاب من الأمر والنهى (وَالْحِكْمَةِ) الحلال والحرام (يَعِظُكُمْ بِهِ) ينهاكم عن الضرار (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فى الضرار (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ) من الضرار وغيره (عَلِيمٌ (٢٣١) وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) تطليقة واحدة أو تطليقتين (فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) فانقضت عدتهن وأردن أن يرجعن إلى أزواجهن الأول مهر ونكاح جديد (فَلا تَعْضُلُوهُنَ) فلا تمنعوهن (أَنْ يَنْكِحْنَ) أن يتزوجن (أَزْواجَهُنَ) الأول وإن خفضت الضاد من تعضلوهن فهو الحبس (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ) إذا انفقوا فيما بينهم (بِالْمَعْرُوفِ) بمهر ونكاح جديد (ذلِكَ) الذى ذكرت (يُوعَظُ بِهِ) يؤمر به (مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ) الذى ذكرت (أَزْكى لَكُمْ) أصلح لكم (وَأَطْهَرُ) لقلوبكم وقلوبهن من الريبة والعداوة (وَاللهُ يَعْلَمُ) حب الزوج والمرأة (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢٣٢)) ذلك نزلت هذه الآية فى معقل بن يسار المزنى لمنعه أخته جميلة الرجوع إلى زوجها الأول عن عبيد الله بن عاصم بمهر ونكاح جديد فنهاه الله عن ذلك (١).
__________________
(١) انظر : العجاب فى بيان الأسباب (١ / ٥٩٠) ، والواحدى (ص ٧٤).