ويقال : حجة على ما قالوا (وَقالُوا) يعنى النضر وأصحابه (أَإِذا كُنَّا) صرنا (عِظاماً) بالية (وَرُفاتاً) ترابا رميما (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) لمحيون (خَلْقاً جَدِيداً (٤٩)) تجدد بعد الموت فينا الروح (قُلْ) لهم يا محمد (كُونُوا حِجارَةً) لو كنتم حجارة أو أشد من الحجارة (أَوْ حَدِيداً (٥٠)) أو أقوى من الحديد.
(أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥٢) وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (٥٣) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (٥٤) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (٥٥) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (٥٦) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (٥٧) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٥٨) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩) وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠))
(أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) يعنى الموت لبعثتم (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا) يحيينا (قُلِ) لهم يا محمد (الَّذِي فَطَرَكُمْ) خلقكم (أَوَّلَ مَرَّةٍ) فى بطون أمهاتكم (فَسَيُنْغِضُونَ) يهزون (إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) تعجبا لقولك (١)(وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) متى هذا الذى تعدنا (قُلْ عَسى) وعسى من الله واجب (أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١)) ثم بين لهم ، فقال : (يَوْمَ) فى يوم (يَدْعُوكُمْ) إسرافيل فى الصور (فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) فستجيبون داعى الله بأمره (وَتَظُنُّونَ) تحسبون (إِنْ لَبِثْتُمْ) فى القبور (إِلَّا قَلِيلاً (٥٢) وَقُلْ لِعِبادِي) عمر وأصحابه (يَقُولُوا) لكفار مكة (الَّتِي هِيَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٥ / ٦٨) ، ومختصره (١ / ٣٩٢) ، والمجاز لأبى عبيدة (١ / ٣٨٢) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ١٢٥) ، وغريب ابن قتيبة (٢٥٧) ، وزاد المسير (٥ / ٤٥) ، والنكت والعيون للماوردى (٢ / ٤٣٨).