(وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ) آلهتهم (قالُوا رَبَّنا) يا ربنا (هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا) آلهتنا (الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا) نعبد (مِنْ دُونِكَ) أمرونا بعبادتهم (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) ردوا إليهم الجواب يعنى الأصنام (إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (٨٦)) فى مقالتكم مما أمرناكم وما كنا نعلم بعبادتكم (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) استسلم العابد والمعبود لله تعالى (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧)) بطل افتراؤهم على الله ، ويقال : اشتغل بأنفسهم آلهتهم التى كانوا يعبدون بالكذب (الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن دين الله وطاعته (زِدْناهُمْ عَذاباً) عذاب الحيات ، والعقارب ، والجوع ، والعطش ، والزمهرير وغير ذلك (فَوْقَ الْعَذابِ) فوق عذاب النار (بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)) يقولون ويعملون من المعاصى والشرك (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ) نخرج من كل جماعة (شَهِيداً) نبيا (عَلَيْهِمْ) شهيدا بالبلاغ (مِنْ أَنْفُسِهِمْ) آدميا مثلهم (وَجِئْنا بِكَ) يا محمد (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) على أمتك ، ويقال : مزكيا لهم (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) جبريل بالقرآن (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) من الحلال والحرام والأمر والنهى (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةً) من العذاب (وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)) بالجنة (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) بالتوحيد (وَالْإِحْسانِ) بأداء الفرائض ، ويقال : بالإحسان إلى الناس (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) يعنى صلة الرحم (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) عن المعاصى كلها (١)(وَالْمُنْكَرِ) ما لا يعرف فى شريعة ولا سنة (وَالْبَغْيِ) الاستطالة والظلم (يَعِظُكُمْ) ينهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغى (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)) لكى تتعظون بأمثال القرآن.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٩٤) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٥ / ١٥) ، وزاد المسير (٥ / ٧) ، ومختصر الطبرى (١ / ٣٨١).