الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ (١٧) لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٨) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (٢١))
(لَهُ مُعَقِّباتٌ) أيضا ملائكة يعقب بعضهم بعضا يعقب ملائكة الليل ملائكة النهار ، وملائكة النهار ملائكة الليل (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ) مقدم ومؤخر (مِنْ أَمْرِ اللهِ) بأمر الله ويدفعونه إلى المقادير (١)(إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ) من أمن ونعمة (حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) بترك الشرك (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً) عذابا وهلاكا (فَلا مَرَدَّ لَهُ) لقضاء الله فيهم (وَما لَهُمْ) لمن أراد الله هلاكهم (مِنْ دُونِهِ) من دون الله (مِنْ والٍ (١١)) من مانع من عذاب الله ، ويقال : من ملجأ يلجئون إليه (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) المطر (خَوْفاً) للمسافر بالمطر أن تبتل ثيابه (وَطَمَعاً) للمقيم أن يسقى حرثه (وَيُنْشِئُ) يخلق ويرفع (السَّحابَ الثِّقالَ (١٢)) بالمطر (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) بأمره وهو ملك ، ويقال صوت السماء (وَالْمَلائِكَةُ) وتسبح الملائكة (مِنْ خِيفَتِهِ) وهم خائفون من الله (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ) يعنى النار (فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ) فيهلك بالنار من يشاء يعنى زيد بن قيس ، أهلكه الله بالنار ، وأهلك صاحبه عامر بن الطفيل بطعنة فى خاصرته (وَهُمْ يُجادِلُونَ) يخاصمون (فِي اللهِ) فى دين الله مع محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (١٣)) شديد العقاب.
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) دين الحق شهادة أن لا إله إلا الله وهى كلمة الإخلاص (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) يعبدون (مِنْ دُونِهِ) من دون الله (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) ينفع إن دعوهم (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ) إلا كماد يديه (إِلَى الْماءِ) من بعد (لِيَبْلُغَ فاهُ) لكى يبلغ الماء إلى فيه (وَما هُوَ بِبالِغِهِ) بتلك الحال الماء إلى فيه أبدا ، يقول : كما لا يبلغ الماء فاه هذا الرجل ، كذلك لا تنفع الأصنام من عبدها (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ) عبادة الكافرين (إِلَّا فِي
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٦٥) ، وزاد المسير (٤ / ٣٣٤) ، والنكت للماوردى (٢ / ٣٣٣) ، وتفسير الطبرى (١٣ / ١٠٨) ، ومختصره (١ / ٣٣٢).