(مِنْهُمْ طائِفَةٌ) وبقى طائفة بالمدينة (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) لكى يتعلموا أمر الدين من النبى (صلىاللهعليهوسلم) (وَلِيُنْذِرُوا) ليخبروا وليعلموا (قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) من غزواتهم (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١٢٢)) لكى يعلموا ما أمروا به ، وما نهوا عنه ، ويقال : نزلت هذه الآية فى بنى أسد أصابتهم سنة فجاءوا إلى النبى (صلىاللهعليهوسلم) بالمدينة فأغلوا أسعار المدينة وأفسدوا طرقها بالغدرات فنهاهم الله عن ذلك (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) من بنى قريظة والنضير وفدك وخيبر (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ) منكم (غِلْظَةً) شدة (وَاعْلَمُوا) يا معشر المؤمنين (أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣)) معين المؤمنين محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه ، بالنصرة على أعدائهم (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) آية فيقرأ عليهم النبى (صلىاللهعليهوسلم) (فَمِنْهُمْ) من المنافقين (مَنْ يَقُولُ) أى يقول بعضهم لبعض : (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ) السورة والآية (إِيماناً) خوفا ورجاء ويقينا ، بما قال محمد (صلىاللهعليهوسلم) (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ايمانا وأصحابه (فَزادَتْهُمْ) خوفا ورجاء ويقينا (وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤)) بما نزل الله من القرآن.
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك ونفاق (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) شكا إلى شكهم بما أنزل من القرآن (وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (١٢٥)) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (أَوَلا يَرَوْنَ) يعنى المنافقين (أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ) يبتلون بإظهار مكرهم وخيانتهم ، ويقال : بنقض عهدهم (فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) من صنيعهم ونقض عهدهم (ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)) أى يتعظون (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) نزل جبريل بسورة فيها عيب المنافقين ، وكان يقرأ عليهم النبى (صلىاللهعليهوسلم) (نَظَرَ) المنافقون (بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ) [من المخلصين](ثُمَّ انْصَرَفُوا) عن الصلاة والخطبة والحق والهدى (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) عن الحق والهدى ، ويقال : مالوا عن الحق والهدى ، فأمال الله قلوبهم عن ذلك الانصراف (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٢٧)) أمر الله ولا يصدقونه (لَقَدْ جاءَكُمْ) يا أهل مكة (رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) عربى هاشمى مثلكم (عَزِيزٌ عَلَيْهِ) شديد عليه (ما عَنِتُّمْ) أى ما أثمتم (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) على إيمانكم (بِالْمُؤْمِنِينَ) بجميع المؤمنين (رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإيمان والتوبة وما قلت لهم (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ)