إلى الجهاد بالنفقة عبد الله بن مغفل بن يسار المزنى ، وسالم بن عمير الأنصارى وأصحابهما (قُلْتَ) لهم (لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) إلى الجهاد من النفقة (تَوَلَّوْا) خرجوا من عندك (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ) تسيل (مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا) بأن لم يجدوا (ما يُنْفِقُونَ (٩٢)) فى الجهاد (إِنَّمَا السَّبِيلُ) الحرج (عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) بالتخلف (وَهُمْ أَغْنِياءُ) بالمال عبد الله بن أبى ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير وأصحابهم ، نحو سبعين رجلا (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) مع النساء والصبيان (وَطَبَعَ اللهُ) ختم الله (عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٩٣)) أمر الله ولا يصدقون (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ) من غزوة تبوك (إِلَيْهِمْ) إلى المدينة بأنا لم نقدر أن نخرج معك (قُلْ) يا محمد لهم (لا تَعْتَذِرُوا) بالتخلف (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) لن نصدقكم بما تقولون من العلل (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ) أخبرنا الله (مِنْ أَخْبارِكُمْ) من أسراركم ونفاقكم (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) بعد ذلك إن تبتم (ثُمَّ تُرَدُّونَ) فى الآخرة (إِلى عالِمِ الْغَيْبِ) ما غاب عن العباد ، ويقال : الغيب ما لم يعلمه ، ويقال : ما يكون (وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد ، ويقال : ما كان (فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤)) وتقولون من الخير والشر.
(سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) عبد الله بن أبى وأصحابه (لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ) إذا رجعتم من غزوة تبوك (إِلَيْهِمْ) بالمدينة (لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ) لتصفحوا عنهم ولا تعاقبوهم (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ) ولا تعاقبوهم (إِنَّهُمْ رِجْسٌ) نجس وقذر (وَمَأْواهُمْ) مصيرهم (جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥)) يقولون ، ويعملون من الشر (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ) بالحلف (فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ) بالحلف الكاذب (فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٩٦)) المنافقين (الْأَعْرابُ) أسد وغطفان (أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً) أى أشد على الكفر والنفاق من غيرهم (وَأَجْدَرُ) أحرى أيضا (أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ) فرائض ما أنزل الله (عَلى رَسُولِهِ) فى الكتاب (وَاللهُ عَلِيمٌ) بالمنافقين (حَكِيمٌ (٩٧)) فيما حكم عليهم بالعقوبة ، ويقال : عليم بجهل من ترك التعلم حكيم حكم أن من لا يتعلم العلم يكون جاهلا (وَمِنَ الْأَعْرابِ) يعنى أسدا وغطفان (مَنْ يَتَّخِذُ) يحتسب (ما يُنْفِقُ) فى الجهاد (مَغْرَماً) أى غرما (وَيَتَرَبَّصُ) ينتظر (بِكُمُ الدَّوائِرَ) الموت والهلاك (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) مقلبة السوء وعاقبة السوء (وَاللهُ سَمِيعٌ) لمقالتهم